رئيس التحرير
عصام كامل

حافظ سلامة .. وفاة آخر المجاهدين في الوطن العربي ‏

حافظ سلامة
حافظ سلامة

توفي الشيخ حافظ سلامة، رمز المقاومة الشعبية، والمعروف بشيخ المجاهدين في السويس، بعد رحلة ‏قصيرة مع المرض، انتهت بآخر المجاهدين العرب إلى مثواه الأخير.



مضاعفات القلب‏


عانى سلامة على مدار السنوات الماضية من آثار جلطة قديمة في الأذين الأيمن للقلب، وتسبب له في اضطراب ضربات القلب وعدم انتظامها، ولم يفلح البرنامج العلاجي المكثف ووضعه على جهاز تنفس صناعي خلال أزمته الصحية الأخيرة في الحفاظ ‏على نسبة الأكسجين بالدم و إنعاش القلب. 

حافظ سلامة هو أحد الرموز التاريخية للمقاومة الشعبية فى العالم وليس مصر المنطقة فقط، إذ كان له دورا بارزا فى حرب ‏الاستنزاف، كما يعد أحد أعلام مدينة السويس، ومن أسباب صمودها لمدة ١٠٠ يوم كاملة ضد الثغرة التي أحدثها ‏العدو الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر المجيدة.‏

مولد حافظ


ولد الشيخ حافظ سلامة بالسويس في 6 ديسمبر من عام 1925، وهو الابن الرابع لتاجر أقمشة ميسور ‏الحال صاحب نزعة دينية محافظة انتقلت إلى نجله الذي درس الشريعة من كتاب الحي ثم التعليم الابتدائي الأزهري، ‏بجانب سعيه الشخصي في تعلم العلوم الشرعية.‏

عمل حافظ واعظًا بالأزهر، وتدرج حتى تولى منصب مستشار شيخ الأزهر لشؤون المعاهد الأزهرية، وظل ‏يمارس دوره حتى عام تقاعده في 1978، ولكنه لم يتخل عن العمل الخيري الذي انتسب إليه مبكرا، ‏وشارك على مدار حياته في تدشين العديد من أكبر الجمعيات الخيرية بالسويس بجانب دوره السياسي ‏والنضالي البارز .‏

العمليات الفدائية


تحكي المصادر عن دور حافظ سلامة في العمليات الفدائية والتعبئة العامة منذ مطلع شبابه، إذ ‏كانت السويس محل نزاع بعد نشوب الحرب العالمية الثانية بين قوات المحور وقوات الحلفاء.

هذا النزاع جعل ‏المدينة الساحلية المصرية، أحد أسخن مناطق النزاع بين القوتين في العالم، عزز من ذلك بقاء مصر نفسها آنذاك تحت أسر أغلال الاحتلال الإنجليزي.‏

رفضت عائلة سلامة الهجرة من الحرب مع الأهالي، وفضلت البقاء في السويس وكان عمره آنذاك 19 ‏عاما، ولكنه نجح في تشكيل أول فرقة فدائية مهمتها الرئيسية مهاجمة قواعد القوات ‏الإنجليزية الرابضة على حدود المدينة، والاستيلاء على كل ما يمكن الحصول عليه من أسلحة وذخائر. ‏

شحن معنوي


لعب سلامة دورا هاما في عملية الشحن المعنوي بعد هزيمة 1967م والاستعداد لحرب عام 1973م، سواء ‏للمدنيين أو الجنود على الجبهة، إذ كان ينظم قوافل تضم مجموعة من كبار الدعاة وعلماء الأزهر وأساتذة ‏الجامعات في مصر بحسب شهادة اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني، الأمر الذي ساهم رفع ‏الروح المعنوية للجنود على الجبهة.

شارك حافظ في الدعاية للعديد من الثورات العربية، واعتصم بميدان التحرير في ثورة يناير لإجبار نظام مبارك على الرحيل، ولم يتخل عن الكرامة الوطنية حتى الرمق الأخير. 

الجريدة الرسمية