رئيس التحرير
عصام كامل

أفضل الذكر في ليلة القدر 2021

ليلة القدر
ليلة القدر
سألت السيّدة عائشة -رضي الله عنها- النبيّ عن ما أفضل ما تدعو ليلة القدر، حيث ورد: (قلتُ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علِمتُ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي)، وفيه إرشادٌ من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لأمّ المؤمنين عائشة بترديد الدعاء الوارد في الحديث، ودليلٌ على أنّ ذلك الدعاء أفضل الأقوال في ليلة القدر، إذ إنّه من أجمع الأقوال وأنفعها، يخرج من المسلم دون تكلّفٍ، ويحوي جوامع الكلم، وقريبٌ من إجابة الله تعالى.



التماس ليلة القدر
كان دأب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- التماس ليلة القدر في العشر الأخيرة من شهر رمضان، فلقد كان يشدّ مئزره كما ذكرت السيدة عائشة، رضي الله عنها ويتفرّغ للعبادة ويجتهد فيها أيّما اجتهادٍ، وذلك لنيل فضائل ليلة القدر العظيمة، ولقد سمّيت ليلة القدر بهذا الاسم لقدرها العظيم في ميزان الله تعالى، إذ إنّ الله -سبحانه- يُنزل على عباده الرحمات، ويأذن للملائكة أن تتنزّل إلى الأرض، كما يفصل الله -تعالى- فيها أقدار البشر إلى سنتهم القادمة، فينزّل أقدارهم وأرزاقهم وآجالهم من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ومن أعظم فضائل ليلة القدر كذلك أنّ العبادة فيها مضاعفةٌ أضعافاً كثيرةً، فعبادة هذه الليلة خيرٌ من عبادة ألف شهرٍ كما ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم.


علامات ليلة القدر من السنة
وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن علامات ليلة القدر، ومن هذه الأحاديث ما يأتي:

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أمارة ليلةِ القدر أنها صافيةٌ بلجةٌ، كأن فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة ضاحيةً لا بَرْدَ فيها ولا حَرَّ، ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يُرمى به فيها حتى يصبِحَ، وإن أمارتَها أن الشمس صبيحتَها تخرج مستويةً ليس لها شعاعٌ، مثل القمَرِ البَدرِ، لا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معها يومئذٍ).

ورُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ القَدْرِ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ القَمَرُ، وَهو مِثْلُ شِقِّ).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .(ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سابعةٌ، أو تاسِعةٌ وعِشرِينَ، إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ).

وقت ليلة القدر 2021.. تقع ليلة القَدر في الثُّلث الأخير من شهر رمضان كما ثبت في صحيح البخاريّ عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ)، إلّا أنّ الأقوال اختلفت في تحديد ليلة القَدْر، وتعيينها؛ فقِيل إنّها في الليالي الفرديّة من العشر الأواخر؛ استدلالاً بما رُوِي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ)، وقِيل إنّها في الأيّام السبع الأخيرة من رمضان؛ لِما ثبت من رواية الإمام البخاريّ عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (فمَن كانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأوَاخِرِ)، وقِيل إنّها مُنتقِلةٌ، دون تحديدها بالليالي الفرديّة، أو الزوجيّة.

فضائل ليلة القدر
تختصّ ليلة القدر بمجموعةٍ من الفضائل والخصائص التي تميّزها عن غيرها، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:

وخصّها الله -تعالى- بنزول القرآن الكريم فيها. جعل الله -تعالى- العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهرٍ.

يتنزل فيها جبريل عليه السلام، وكذلك الملائكة الكرام، فيؤمّنون على دعاء الناس إلى حين طلوع الفجر.

وتختصّ ليلة القدر بأنّها ليلة سلامٍ وأمنٍ حتى طلوع الفجر.

ويغفر الله -تعالى- لمن قام ليلة القدر جميع ما تقدّم من ذنبه.

وأنزل الله -تعالى- في ليلة القدر سورةً خاصةً.

علامات ليلة القدر2021
لليلة القدر مجموعةً من العلامات الدالّة عليها، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:

قوةّ النور وشدّة الإضاءة فيها، ولا يمكن رؤية ذلك إلّا لمن كان في البرّ بعيداً عن أضواء المدينة.

انشراح صدر المؤمن، وشعوره بالطمأنينة فيها.

سكون وهدوء الرياح فيها، فلا يكون فيها عواصف ونحو ذلك، بل يكون الجو معتدلاً مناسباً.

يجد المسلم لذّةً للقيام فيها مختلفةً عن باقي الليالي.

قد يرى بعض الناس ليلة القدر في منامه كما حصل لبعض الصحابة رضي الله عنهم.

كيفية الدعاء في ليلة القدر
هناك أدعية كثيرة بليلة القدر ويجب أن يكون المسلم مطّلع على تلك الأدعية ، والدعاء لا يقتصر على حفظ الدعاء وإلقائهِ ، الأمر يحتاج إلى عدّة أمور عندما يدعو الإنسان ربّهُ وهي :

النيّة الصادقة
الدعاء يحتاج إلى قلب صافي صادق مع الله ، لأنّ العبادة هي الدعاء بحدّ ذاتهِ ويكون الداعي إذا قرأ من أدعية معروفة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم يجب أن يلقيها مجرّد الإلقاء بل يجب أن يستشعر الدعاء ويكون خارج من القلب .

الدعاء بعد الصلاة
ففي ليلة القدر يجب أن يحييها المسلم بالصلاةِ والعبادة ، فالصلاة بعد أن يؤدّيها المسلم يجب أن يعبد الله والتي تكون من خلال الدعاء في ليلة القدر وذكر الأدعية التي يفضّل أن يقرأها المسلم في ليلة القدر ، فمن أجمل الأدعية هي التي تكون بعد أن يصلّي المسلم ، فجميل أن تصلّي ركعتين ومن بعدها تدعو الله وتعظّمهُ وتطلب من المغفرة والرحمة وقراءة الأدعية التي كان الرسول صلى الله عليهِ وسلّم يلقيها .

اليقين بالإجابة
الإيقان التام بأنّ الله تعالى مجيب للدعاء قد تكون هناك النيّة السليمة وطريقة الدعاء إلى الله ولا يشترط أن يكون الدعاء عن الأدعية المعروفة ، فالدعاء يحتاج أيضاً إلى اليقين التام بأنّ الله تعالى سوف يسمع الدعاء وأنّ الله تعالى سيحقّق ما تريده وإذا لم يتحقّق فاعلم أنّ الله يخبّئ لك ما هو خير ممّا تدعو بهِ ، فالله يحبّ الخير لعبادهِ وهو أعلم بما ينفهم ويضرّهم .

الإلحاح في الدعاء
فعندما يحييّ المسلم ليلة القدر وهناك مطلب عند كل مسلم يجول في خاطرهِ ويريدهُ بشدّة فإن أردتَ أن يحقّق الله مطلبك وليلة القدر هي فرصة كبيرة جدّاً لكي يلبّي الله مطلبك فلا سبيل لديك سوى الإلحاحُ إلى الله تعالى .

أن يكون الدعاء بغاية الأدب أي بمعنى عندما تطلب من الله فأنت تطلب من الخالق وليس من بشر فيجب أن يكون الدعاء بغاية الأدب ولا مانع من الدعاء باللغه العاميّة ولكن يكون شبيه بالصورة مثل يا عظيم يا قويّ يا قدير يا من لا يخيب الرجاء فيه أن تحقّق "وتقول ما تريده من الله" ، ف من المستحب عند الدعاء إلى الله أن تذكر صفاتهُ وتعظّمَ قدرة الله ، فالله له 99 إسماً ويحبّ الله أن تذكر صفاتهُ في عباده الصالحين.
الجريدة الرسمية