رئيس التحرير
عصام كامل

ما الحكمة من فرض الصيام وجعله من الأركان الخمسة؟

الشيخ جمال قطب
الشيخ جمال قطب
يسأل كثير من الناس عن حكمة الصيام وهل هو مجرد تأجيل لتناول الطعام إلى أذان المغرب لمدة ثلاثين يوما، فما الحكمة من فرض صيام رمضان وجعله من أركان الإسلام؟


يجيب فضيلة الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا:

إن الصيام يعنى ترك الطعام والشراب والشهوة منذ الفجر إلى غروب الشمس، والمقصود منه ترك الحلال عمدا، الصيام تأجيل لموعد الطعام حتى الغروب.

التدرج فى الصيام 
فالصيام ترك واستغناء واستعلاء على ماديات الحياة حتى لا تتحكم فيه اللقمات والشهوات والرغبات ، ونظرا لحاجة شخصية العابد الى الترفع فوق كل ملذات الحياة فقد فرض الله الصيام متتابعا متواليا لمدة شهر .

ولحاجة المستويات المختلفة والتدرج فى الصيام شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة صيام يومى الاثنين والخميس من كل اسبوع فضلا عن الايام البيض 13 ،14، 15من كل شهر قمرى ليبقى العابد دائم التدريب سريع الاستجابة خفيف التكلفة غير مرتبط بعادات الطعام وتصنيفه .

صحيح السنة العملية عن رسول الله انه واصحابه كانوا يفطرون على التمر والماء ليس فقرا انما ليقللون الطعام لمعرفتهم معنى الصيام وضرورة التخفيف.


والتعود على الصيام يفيد الانسان اذا منعه الطبيب من تناول بعض الاطعمة فلا يجد صعوبة فى ذلك مثلا ، الا انه ليس صحيحا ما يقوله البعض ان الصيام يعلم الغنى ان يشعر بالفقير، فلو ان الصيام كذلك فلم فرضه الله على الفقير أيضا؟

البعد عن الشهوات 
فالصيام مناعة ضد ثورة الشهوات وحصانة ضد الحاح الملذات ، ووقاية من وقوع الانسان اسيرا فى ايدى لقمة او شربة او حاجة أو اى متعة أخرى، فما اكرم الانسان اذا عاش حرا لا تستعبده شهوة او رغبة .

وديننا لا يحرم الطيبات ولكن ينظم تناولها ، ولا يحارب الشهوات انما يضعها فى مكانها الطبيعى دون اسراف او تقتير ، وايضا هو لا يعو الى الرهبنة بل يدعو الانسان الى ان يكون قادرا على حكم نفسه وتنظيم حياته وصيانة صحته واعتبار الطعام وسيلة لا غاية 

ثمرة الحلال 
ان مدرسة الصيام هى مصنع القوة ومدخل الى اخلاق يتمنى الانسان بلوغها فالزهد فرع والصيام اصل والورع ثمرة فمن ترك الحلال يستطيع ان يترك الحرام اذا تحكم فى نفسه .ليصبح الصيام مدرسة يتعلم فيها المسلم الاستغناء عما أحله الله له ويكون أكثر وعيا وحذرا مع الحرام وتوافه الشهوات والمتع.

الجريدة الرسمية