رئيس التحرير
عصام كامل

خروج أول مظاهرة نسائية في ثورة 1919 من مدرسة السنية

مظاهرة النساء امام
مظاهرة النساء امام مدرسة السنية مشاركة فى ثورة 1919
شاركت المرأة المصرية في ثورة 1919 وسقط منهن الجرحى والشهداء، وكان مقر تجمع النساء المصريات أمام مدرسة السنية بالسيدة زينب انطلقن بعدها إلى بيت الأمة في أول مظاهرة نسائية حيث انضمت بعد ذلك إلى الرجال والشباب صانعي ثورة 1919 ضد الاحتلال مطالبين بعودة سعد زغلول من منفاه. 


أول مظاهرة نسائية 
وكما ذكر المؤرخ عبد الرحمن الرافعي عن المظاهرة النسائية التي خرجت للثورة يقول (خرجت طالبات مدرسة السنية رافعين شعار مدرستهم تتقدمهن السيدة نبوية موسى خريجة المدرسة والمعلمة فيها هي وزميلات الدراسة والكفاح منهن هدى شعراوي وكريمة ابنة محمود سامي البارودي وحرم قاسم أمين وجولييت صليب).
 
ثورة 1919 
واضاف: خرجت المتظاهرات في حشمة ووقار وعددهن يربو على الثلاثمائة من كرام العائلات، وقد أعددن احتجاجا مكتوبا لتقديمه إلى معتمدي الدول الاجنبية في مصر طالبين فيه إبلاغ احتجاجهن على الأعمال الوحشية التي يقوم بها الإنجليز في مصر قاصدين بيت الأمة، ومنعتهم قوات الأمن من العبور إلى بيت سعد زغلول ومنعوهم من السير.

وتابع: حينذاك تقدمت هدى شعراوي وهي تحمل العلم المصري إلى جندي إنجليزي قائلة له بالإنجليزية (نحن لا نهاب الموت أطلق بندقيتك إلى صدري لتجعلني مس كافيل أخرى) ومس كافيل ممرضة إنجليزية أسرها الألمان في الحرب الأولى وأعدموها رميا بالرصاص ـ فخجل الجندي وسمح لهم بالمرور .

وسارت النساء المصريات هاتفات متحمسات يحملن العلم المصري وأعلام الهلال والصليب رمزا للوحدة الوطنية، منددين بالاحتلال ونفي سعد زغلول ورفاقه ، إلا أنه في منطقة أخرى تعرض لهن جنود الاحتلال مع تعرضهم للرجال وأطلقوا عليهم جميعا النيران فسقطت الشهداء من تلميذات مدرسة السنية .

وكان عقاب باقي التلميذات إلغاء العام الدراسي 1919 من الدراسة بأمر من ناظرة المدرسة الإنجليزية مس بورو .

الشاعر حافظ إبراهيم 
وكما قال الرافعي: خرجت المرأة سافرة الوجه متحدية العادات والتقاليد حتى أن الشاعر حافظ إبراهيم أطلق يقول في شعره :
خرجت الغواني يحتججن ورحت أرقب جمعهن 
فإذا بهن اتخذن من سود الثياب شعرهن 
اخذن يجتزن الطريق ودار سعد قصدهن 
واذا بجيش مقبل والخيل مطلقه الاعنة 
والخيل والفرسان قد ضرب نطاق حولهن 

ومدرسة السنية هي أول منبر لتعليم البنات في مصر، أنشئت في عهد الخديو إسماعيل عام 1873 تحت اسم مدرسة السيوفية وبدأت بحوالي 200 تلميذة وصلوا في العام التالي إلى 400 تلميذة وهي مدرسة مجانية وتولى نظارتها حسن أفندي صالح ، ثم مدام روزا وكان مقرها دار الأمير طاز بجوار مدرسة البندقارية ، وانتقلت إلى منزل حافظ بك رمضان بشارع المبتديان عام 1889 ، وفي 1891 انتقلت إلى مبناها الحالي بشارع خيرت وأطلق عليها ناظر المعارف علي مبارك مدرسة السنية للبنات . 
الجريدة الرسمية