رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لا يستطيع الإخوان التعايش مع الآخر وينقلبون على الحكومات والشعوب؟ ‏

تطرف الإخوان
تطرف الإخوان

مع كل انتكاسة جديدة للإخوان في البلدان العربية التي لا تزال تتصدر مشهد السلطة فيها، تطرح نفس الأسئلة نفسها: هل ‏التنظيم فصيل وطني، يؤمن بالبلاد ويحترم مؤسساتها ويقدس أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، أم خلايا سرطانية هدفها ‏تفتيت الدول وإحالتها إلى مجاهل التاريخ من أجل مشروع الخلافة الذي لا يمكن أن يتعايش مع العصر الحديث. ‏



يتلاعب الإخوان بسيادة القانون، يرفضون أن يكون كل الناس متساوون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، يؤمنون ‏أن الخلط بين الدين والسياسة هو الحل السحري للتمكين.

لا مشروع ولا هدف ولا فكر ولا ثقافة، يكفي أن يخرج الإخوان ‏بشعارات دينية خالصة، ويشوهون الخصوم ويرمونهم بالتكفير والانحلال حتى تربح كفتهم دون أي مجهود يذكر. ‏

يقول رجب البنا، الكاتب والباحث، إن الإخوان يتصورون أن البلدان لهم وليست للشعوب فى عمومها.

يوضح أنهم يعتبرون ‏أعضاء الجماعة هم الطبقة الحاكمة التي يجب أن تميز بالمناصب والعطايا والغنائم والامتيازات، وبقية أبناء الشعب هم ‏مواطنون من الدرجة الثانية.

أما غير المسلمين فهم من الدرجة الثالثة وربما أقل، مرجعا ذلك إلى نظرة التفوق والاستعلاء ‏التي كشفت حقيقتهم وأثارت الخوف الشعبي من استمرار حكمهم.‏

أضاف: عاما كاملا كان للإخوان رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء وكل الوزراء، والمحافظين، ورؤساء المدن، ‏والأحياء، ورؤساء الشركات، ومجلسي النواب والشورى في مصر.

كما كان لهم كل ذلك في تونس، والسودان، وغزة، ‏وفي تركيا التي تقود الإخوان – مرحليا وبانتهازية سياسية واضحة – بشعار إعادة الخلافة الإسلامية وتحقيق أطماع ‏أردوغان في حكم المنطقة حكما مطلقا باعتباره «خليفة المسلمين»، انتهازية بدأت بتحالفه مع فتح الله جولن، ثم انقلب عليه ‏واضطره إلى الفرار من البلاد واعتقل عشرات الآلاف من أنصاره، ويوجه إليهم كل يوم اتهامات جديدة.‏

تابع: في تونس تدهورت أحوال البلاد، ازدادت البطالة، تراجعت التنمية، تم اعتقال المعارضين لحزب «النهضة» الحاكم ‏بأشد مما كان يفعله الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن على، فانتكست الثورة وابتعدت عن المسار ‏الديمقراطي وعن تحقيق العدالة والمساواة.‏

استكمل: صار راشد الغنوشي وحزبه يحتكران السلطة ويعلنان أن إرادتهما هي إرادة الشعب، بعد أن دخلوا الانتخابات ‏بشعارات مدنية ثم انقلبوا عليها بعد وصولهم إلى السلطة، كما فعل الإخوان فى كل بلد حكموها».‏

استطرد: في السودان كانت تجربة البشير مريرة في ظل حكمه – وهو فرع من التنظيم الدولي ‏للإخوان – وكان قائما على التعصب ضد غير المسلمين، وتسبب في خراب اقتصادي واجتماعي لم يسبق له مثيل، ودفع ‏البلاد إلى الفتنة والانقسام، وفشل في إصلاح الخلل الذي تحقق على يديه هو وحزبه وأدى إلى انفصال جنوب السودان، ‏واشتعال دارفور.‏

كما تسبب في معاناة الشعب السوداني من الفقر الذي ازداد في عهده ومن الانغلاق الفكري، والحرمان من الحريات، ‏واضطهاد المرأة، ومن الطبيعي أن يؤدي الانغلاق والكبت إلى الانفجار فجاءت الثورة على حكم الإخوان في السودان، كما ‏جاءت في مصر، وهي الآن مشتعلة في تونس. 

اختتم: في كل تجربة لهم بالسلطة انقلبوا على شعار «الديمقراطية» الذي رفعوه قبل الانتخابات، وأدى حكمهم إلى القمع، ‏والفشل، وسوء الأحوال الاقتصادية والمعيشية، فكانت النتيجة لفظهم ورفض استمرارهم والخروج عليهم. 

الجريدة الرسمية