رئيس التحرير
عصام كامل

خيري شلبي.. أديب الصعاليك والمهمشين

الاديب خيرى شلبى
الاديب خيرى شلبى
واحد من بسطاء الناس، نبت من طين الأرض الطيبة فأصبح في كتاباته نائبا عن المهمشين والصعاليك، فكان الأديب خيرى شلبى صوتا لمن لا صوت لهم، وهو أيضا شيخ الحكائين، الأديب الذى تعمق فى الحواري والنجوع والكفور وتابع اصوات الباعة بأعذب الكلمات يعلنون عن بضاعتهم .


فى مثل هذا اليوم 31 يناير 1938 ولد الاديب خيرى شلبى من كفر الشيخ، ورحل عام 2011 ويحكى عن بدايته ووكيف اتخذ الكتابة طريقا فقال: بدأت موهبتى فى الكتابة مبكرا جدا وقد اكتشف هذه الموهبة المحيطين بى .

كان يستهويني وأنا فى الخامسة من عمرى مشهد رجلا اسمه الشيخ عبد الرشيد جعفر وكان يصنع الحصر من نبات السمر وكنت اجلس بجواره استمع اليه ويستمع لى، وحين التحقت بالمدرسة الابتدائية كانت حصص التاريخ من الحصص المحببة الى قلبى وكذلك حصص الدين، وتفوقت فى الابتدائية واكتشف مدرسى محمد حسن ريشة حبى للغة العربية واتقانى لها، وكان كثيرا ما يطلب منى موضوعات انشائية تأخذ شكل المقالات الصحفية، ومن هنا بدأت علاقتى بالصحافة، حيث كان والدى يُحضر معه مجلات التحرير والمصور وروز اليوسف الجمهورية .

التحقت بمعهد المعلمين فى دمنهور وكنت بدأت كتابة الشعر وكلها عن أشعار السيرة الشعبية التى تربيت على الاستماع اليها فى بيتى، فقد كان حتى الراديو غير موجودا فى قريتنا .

وكنت استأجر كتب الارصفة مقابل قرش تعريفة ثم اعيدها مرة اخرى، وفى مقهى باسم المسيرى تعرفت على جمعية الادباء فى دمنهور وهناك تعرفت على أمين يوسف غراب واسماعيل الحبروك ومحمد صدقى وكانوا من الادباء الكبار ومن جيلى تعرفت على فتحى سعيد ورجب البنا وعبد القادر سعيد.

 
تم رفضي من معهد المعلمين بسبب غيابى، وكان السبب فى غيابى انى كنت أفقر مجموعة المعهد، وكنا فى نظر ابناء المدينة الحفاة العراة الذين نكب الدكتور طه حسين بهم أهلها، مما نفرنى من المعهد اذ كيف اعيش بربع جنيه فى الشهر ايجار مسكن ومواصلات ومصاريف دراسة واكل وشرب فتركت المعهد فى السنة النهائية .

تركت القرية وذهبت الى الاسكندرية وغيرت مجرى تعليمى واتجهت الى الثانوية العامة من منازلهم وسكنت فى حجرة فوق السطوح كانت عشة فراخ من قبل ، وكنت ابيع زهرة الغسيل واقتات من ايرادها وكان معى فى الحجرة ثلاث طلاب فى كلية الاداب وكان احدهم يدرس الفلسفة وكنت احضر معه مهرجانات الجامعة وكانوا يظنوننى معيدا فى الجامعة .

بدأت الكتابة واصبح لى نشاط فيما يعرف بالجامعة الشعبية والثقافة الجماهيرية دون الحصول على المؤهل واعفاء من التجنيد لضعف نظرى ، وكتبت اكثر من 300 اغنية تغنى فى الافراح وتعلمت العزف على الرق وقد اعطانى الله قوة احتمال غريبة ثم كان مشوار الصحافة والكتابة.

الجريدة الرسمية