رئيس التحرير
عصام كامل

من رفض تهنئة الأقباط إلى تعقب الفنانات والتنمر عليهن.. الإسلام السياسي وراء تغيير مفاهيم الدين.. بدَّل المحبة إلى "تشدد وعنف"

الإسلاميون
الإسلاميون

مع كل مناسبة "دينية - وطنية - اجتماعية"، يحتشد مجموعات من الظلاميين على السوشيال ميديا، هدفهم الوحيد التضييق على الناس،  وعقد محاكم تفتيش ضد الجميع.



يرفضون تهنئة الأقباط بأعيادهم، ينطلقون على حسابات الفنانات ينهشون في أعراضهن، كل ذلك بسبب السموم التي دستها التيارات الدينية في عقول وضمائر المصريين منذ عشرات السنين، من الكاسيت إلى الفيديو نهاية بالفضائيات والإنترنت.

يدفع المجتمع ثمن تراكم الفكر المتشدد والتعرض لجرعات عالية من أفكار الإسلام السياسي بمختلف توجهاته، ولا سيما جماعة الإخوان الإرهابية التي تفوقت على جميع التيارات المدنية بعد أن تم التضييق عليها لصالح التطرف وأهله، فتمكن الإسلام السياسي من إحداث شروخ عدة في نسيج اللحمة الوطنية الواحدة.

الجهل = التعصب

يقول عمران مختار، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إن الجهل ‏من أسباب انتشار الإرهاب، لافتًا إلى أن الإسلام السياسي خلف ترسيخ المحاولات العبثية للتفتيش في ضمائر الناس.

وأوضح الباحث أن مجتمعاتنا بحاجة ماسة إلى نشر الحداثة التي تقوم على قيم العقلانية والحرية حتى تنهض وتتقدم، فكلما ‏ارتقى الإنسان بعقله تراجعت انتماءاته الضيقة وأصبح أقرب للإنسانية حيث لا يصنف البشر إلا من ‏خلال سلوكهم ومواقفهم الإنسانية العادلة والراقية.‏

وأكد أن تجارب السنوات الماضية، أشارت إلى أن تدمير أي أمة وضرب وحدة شعبها وتفكك نسيجه المجتمعي ونسف مكاسبه التي ‏ضحت من أجلها أجيال، لا حاجة إلى حروب أو ترسانة عسكرية، يكفي فقط أن يتمكن الإسلاميون وحلفاؤهم الداعمين لهم ‏من الحكم، فأينما حلوا حل معهم الخراب والدمار.

واختتم: الإسلام السياسي بتنظيماته الانتهازية الزائفة، لا تعني سوى المزيد من تعقد الأوضاع، والمزيد من عمر التبعية والقهر والاستغلال على حد قوله. ‏

تنظيم خطير

الدكتور عبد الملك المالكي، الكاتب والباحث، يرى أن أسلوب عمل التيارات الدينية وخاصة جماعة الإخوان الإرهابية يكشف عن تنظيمات أخطر مما نتصور ومما يدرك الكثيرون، ولا سيما أنهم استطاعوا تغيير شكل كل المجتمعات الإسلامية تقريبًا.

وأشار "المالكي" إلى أن الإسلام السياسي خلف الدعوات المحمومة لتنقيب النساء، فبعد أن كان من المستحيل التفرقة بين المسلمين والمسيحيين واليهود أصبحت معظم النساء المسلمات المنتميات للتيارات الإسلامية منتقبات، ما أعطى صبغة جديدة للحياة في مجتمعات ودول تفوق المليار نسمة.

وأضاف: الشعب المصري على سبيل المثال تقريبًا نسى الكثير من المفردات التي كان يستخدمها، واستطاع الإسلاميون استبدال هذه الكلمات المعروفة بأخرى ذات بعد ديني في غضون بضعة عقود فقط وهي قدرة تفوق التصور.

واستكمل: نجحوا في فترة زمنية محدودة أن يجعلوا عشرات الملايين يحتفلون بالعقيقة بدلًا من السبوع، والاحتفاء بالمولود الجديد بعد أسبوع من ولادته، مردفًا: احتفالات الشعوب هي شيء تم توارثه عبر مئات السنين، إنْ لم يكن لآلاف، وليس من السهل تغييره.

وأشار الباحث إلى أن الإسلام السياسي نجح في تغيير اهتمام الكثير من المصريين، من الثقافة والموضة والفن إلى قراءة كتب السلف والاستماع إلى برامج شيوخ التطرف، وأصبحت الكثير من المناقشات إنْ لم يكن أغلبها تدور حول أمور فقهية مثل هل إظهار وجه المرأة حلال أم حرام، وهل السلام على المرأة ينقض الوضوء أم لا.

واختتم: أخطر ما فعلوه في العالم الإسلامي خلال العقود الماضية، تغيير مفهوم الدين البسيط والجميل من محبة الله ومساعدة الآخرين إلى أيديولوجية تفهم الدين بحرفية تحبط العقل والضمير، وتجعل الطقوس الحركية أو أداء العبادات أهم من نقاء القلوب.

الجريدة الرسمية