رئيس التحرير
عصام كامل

ذئب العصا.. حكاية المهندس الزراعي بطل التحطيب في قنا

ذئب العصا
ذئب العصا
رجل في الستين من عمره يرتدي جلبابا ويضع فوق رأسه عمامة صعيدية، ويقف وبيده العصا مطالبا منافس يستطيع مجاراته في التحطيب قائلا: " مين حيقف قصدي"، يلتف الجميع ليشاهد ساحة المعركة التي لا تفرق بين كبير وصغير في السن، فالبقاء كما هو معتاد في تلك اللعبة للأقوى.



"فيتو" التقت أكبر لاعب عصا سنا في قنا المهندس الزراعي عمران أحمد حسن، بمركز نقادة جنوب المحافظة، الملقب بذئب العصا ليسرد لنا أسرار تفوقه في تلك اللعبة.


لعبة الرجال
قبيل مغيب الشمس يجتمعون ويقف كل منهم حاملا بيده "الشوم"، يتحركون في شكل دائري رافعين رؤوسهم للأعلى يتطلع كل منهم للآخر لبدء التحطيب.

وهو ما أكده المهندس عمران قائلة "تعلمت اللعبة منذ كان عمري 20 عاما، ووقتها كان من يتعلم العصا يبحث عن ما يحميه ضربة الغدر ، فقديما كان اللعب بالشوم العريض "الغليظ" فالضربة كانت تؤدي للموت".

وأشار إلى أن العصا كانت ولا تزال بالنسبة لمن يتقنها كالحارس، فهي تجعلك في حذر دائم ومستيقظ لكل شيء يدور حولك خاصة العدو.


مدارس التحطيب
وقال عمران، إن مدارس التحطيب متعددة ولكل لاعب مهاراته التي يستعرضها أثناء اللعب، لافتا إلى أن أنواع العصا أيضا متنوعة ومختلفة، ولكن منذ أن بدأت اللعبة وحتى اليوم لم ينجح أحد أن يصيبني في رأسي بعصاه قائلا: "مفيش عصا من بداية ما كنت طالب ولعبتها  الا الحمد لله عصاه نزلت علي الفاضي".


الشوم
وعن أفضل اللعب بالعصا قال، إن الشوم هو الأفضل فالتي يتم لويها تكون صعبة أم الشوم فهو ناشف ويكون اللعب به أسهل في الحركة.

واستطرد قائلا: "أنا دائم الحضور في المناسبات والساحات للعب ويتم استدعائي وأذهب إلى كل مكان فلا اقتصر اللعب على مركز نقادة فقط، وهذا أمر ممتع بالنسبة لي".


الثانوية العامة
وعن أول مرة كانت بيده العصا قال "عمران" إنني كنت في المرحلة الثانوية ووقتها تعلمتها من الشخص الذي كان أمامي، فلم أتوارثها عن الآباء والأجداد بالعكس كان اجتهادا شخصيا مني.


هوايتي
وعن لعب العصا قال إنها الهواية المفضل له ولم تتعارض مع عمله يوما ما أو دراسته قائلا: "عملي كان شيئا ودراستي في كلية الزراعة وهوايتي مع لعبة العصا شيئا آخر فكنت أذهب إليها في أوقات العصاري والأفراح وغيرها من المناسبات في غير وقت عملي الأصلي".


الغدار
وعن شعوره بالشخص المبارز أمامه  أكد المهندس "عمران" أن الشخص الذي يبارزك لا بد أن يكون غادر فأنت في ساحة معركة والذي أمامك ليس من الهواة فهو شخص محترف اللعب أيضا، وبالطبع وارد الغدر والضرب  فالشخص الذي أمامي لن يرحمني حين توجد فرصة للغدر بي، ولكن الحمد لله لم يحدث معي هذا الأمر.


عائلتي
وقال عمران إن العائلة لم يكن لها دور في قبول أو رفض هذا الأمر فهم بعيدون تماما عن هذا الشأن فهي لعبة استعراض المهارات والقوة، بالإضافة إلى أنها ممتعة.

وأشار إلى أنه الشخص الوحيد بين العائلة الذي احترف تلك اللعبة وهناك آخرون يلعبون بشكل جيد ولكن عدد قليل.

وأكد أنه لعب أغلب أنواع العصا وكان من بينها الأصعب وهو اللعب فوق الحصان الخاص به قائلا: "لعبت أنواع مختلفة من العصا وحتى من فوق حصاني الخاص وتعد هي الأصعب وفيها نسبة الخطورة والغدر أكبر بكثير جدا".





الجريدة الرسمية