رئيس التحرير
عصام كامل

واقعة «خطبة المدرس» كلمة السر.. «ديملاش» تواجه عصابات المخدرات بمبادرات «التوعية والتوبة».. وتضامن مجتمعي لحماية الشباب

حشيش - صورة أرشيفية
حشيش - صورة أرشيفية
«مدرس في طريقه لخطبة إحدى فتيات القرية كان سببًا في إنهاء وضع مزر استمر لأكثر من خمس سنوات».. ما سبق لا يتعدى كونه اختصارا للأحداث التي شهدتها - ولا تزال - قرية «ديملاش» التابعة لمركز بلقاس، محافظة الدقهلية، التي تحولت خلال السنوات الماضية إلى واحدة من أشهر بؤر تعاطي وتجارة المخدرات في المحافظة، وخرج الوضع عن السيطرة، بعدما بدأت تتم عمليات ترويج المخدرات في وضح النهار.


واقعة المدرس

حتى جاءت واقعة «المدرس» هذه لتدفع عددا من شباب «ديملاش» لإعلان تصديهم لـ«تجار السموم» وشهدت القرية أعمال مداهمات أمنية بمعدل عملية أسبوعيًا، في محاولة للسيطرة على الأمر.

وتسبب التعامل الأمني مع الأمر في إحراج وتقييد حركة المواطنين، وهو ما كان دافعًا لدى أبناء القرية، في مقدمتهم ممدوح على أحمد موسى، محاسب، لإطلاق مبادرة «لا للمخدرات في قريتنا» والتي تهدف إلى الحفاظ على الصحة والمستقبل الخاص بالشباب، خاصة وأن القرية من القرى الكبرى بمركز بلقاس.

لا للمخدرات

المبادرة وجدت دعمًا من غالبية عائلات «ديملاش»، فضلًا عن مشاركة الشباب فيها، وفى هذا السياق قال يحيى سالم الدمرداش، أحد أبناء القرية: للأسف شهدت الفترة الماضية تزايد معدلات الاتجار والتعاطى في القرية، وأصبحت نسبة المتعاطين في «ديملاش» تتراوح ما بين 3 إلى 6 %، مع الأخذ في الاعتبار أن إجمالي تعداد سكان القرية يصل لقرابة 30 ألف نسمة.

وحول واقعة «المدرس وتجار المخدرات في القرية»، قال «الدمرداش»: مدرس من خارج القرية تكالب عليه المروجون اعتقادا منهم أنه زبون جديد يرغب كل تاجر منهم في جذبه لصالحه مرددين على مسامعه «طلبك عندي بانجو حشيش ترامادول كله موجود وبأسعار مش هتلاقيها»، لتكون هذه الواقعة بمثابة الشرارة التي دفعت شباب «ديملاش» لإطلاق مبادرة «لا للمخدرات».

وبدأت المبادرة في نشر لافتات على مداخل القرية ومخارجها وفى المقاهى وواجهات المنازل للتوعية بخطر المخدرات، وتوعية الأهالي بمخاطرها، والمبادرة حظت بدعم من رجال الشرطة متمثلة في عمدة القرية، الذي أكد أن طرد تجار المخدرات من القرية أصبح مطلبًا شعبيًا، وأكثر من 40،% من شباب القرية مشاركون في الحملة.

تضامن مجتمعي

في السياق ذاته قال عطية السوبكي، رئيس وحدة إسعاف بلقاس: «البلد كلها متضامنة معنا أكبر العائلات وأصغرها، لأن تجارة المخدرات أصبحت ظاهرة غريبة، والأمن يكثف جهوده للسيطرة على الأمر، لكن السنوات الخمس الماضية شهدت تزايدا في معدلات التعاطى والترويج للمخدرات، حتى وصل الأمر أن بعض التجار يستخدم الأطفال الصغار في عمليات بيع المواد المخدرة، فضلًا عن تردد غرباء على القرية لشراء المخدرات».

وأضاف «السوبكى»: المبادرة لم تكن مجرد كلام، فإلى جانب التوعية بمخاطر المخدرات، قررنا مساعدة «المروجين التائبين» وتسهيل إجراءات إيجاد فرص عمل لهم في القرية أو خارجها، والمبادرة تتحمل تكاليف هذا الأمر إلى أن ينتظم عملهم ويسددوا التكاليف لتشجيع غيرهم على السفر والتوبة، وكل المساجد بالقرية دعت لذلك وأعطت فرصة 15 يوما للأهالي للتوبة، وبالفعل هناك كبار تجار تسلموا بنرات وقاموا بتعليقها بأنفسهم.

ومن جهته شدد الدكتور أحمد عبد الحليم الصديق، مدير العيادات الخارجية بمستشفي بلقاس، على أن فكرة المبادرة جاءت للتصدي لترويج المخدرات بحضور كبار البلد لتنفيذ آليات القضاء على هذه الظاهرة التي تفشت خلال السنوات الخمس الماضية، وتعهد جميع أبناء «ديملاش» على أن تعود القرية إلى سابق عهدها عندما كانت نموذجًا تحتذي به بقية قرى المركز.

نقلًا عن العدد الورقي..
الجريدة الرسمية