رئيس التحرير
عصام كامل

الولايات المتحدة الأمريكية ترسل كبير أطباء البحرية لعلاج "أم كلثوم"

انور السادات فى وداع
انور السادات فى وداع ام كلثوم بميناء الاسكندرية

ازدادت متاعب الغدة الدرقية على سيدة الغناء العربى أم كلثوم مما أصابها بجحوظ العينين والآلام الشديدة فى العينين وأرسل طبيبها المعالج الدكتور محمد الحفناوى ــ الذى تزوجها فيما بعد ــ التقارير إلى الولايات المتحدة الأمريكية التى توصلت إلى ضرورة الجراحة ونشرت الصحف فى صفحاتها الأولى ذلك.

 

وبدعوة من رئيس الولايات المتحدة، أوفدت البحرية الأمريكية الأدميرال آل براوف كبير أطباء البحرية ليدعو أم كلثوم إلى العلاج بمستشفى القوات البحرية هناك ، وقبلت مصر وأم كلثوم الدعوة وسافرت أم كلثوم وكان في وداعها وفد برئاسة البكباشى أنور السادات نيابة عن اللواء محمد نجيب، وأقامت للعلاج بالمستشفى أكثر من ثلاثة أشهر.

وفى أمريكا عرضت على كونسلتو من الأطباء وبعد الفحص قرر الفريق الطبى علاج أم كلثوم بالاشعاع الذرى بدلا من الجراحة ووافقت أم كلثوم وسار بعد ذلك العلاج فى الطريق السليم ومن الله عليها بالشفاء.

 

ونشرت مجلة التحرير فى سبتمبر 1953 انه فى طريق عودتها مرت بأوروبا فأعلن راديو باريس نبأ الشفاء والعودة، كما وجه إليها راديو بى بى سى رسالة بأن توجه رسالة اطمئنان بصوتها إلى جمهورها بمصر والعالم، ووجهت أم كلثوم كلمة إلى الشعب تطمئنهم عليها.

وفى ميناء الإسكندرية استقبلت أم كلثوم فى سبتمبر 1953 استقبالا شعبيا وسط غناء المصريين حمد الله ع السلامة، وأقيم مهرجان كبير شارك فيه الأديب عباس العقاد الذي كتب مقالا في مجلة المصور يقول فيه (عادت إلى أرض الوطن معافة البنت البدوية، وأحسب أنى سمعتها لأول مرة في حديقة الأزبكية بصحبة نخبة من الأدباء، رأيتها في الكوفية ففهمت لماذا وصفها محمد تيمور بك بالبدوية، وسمعتها تغنى الشعر والأدوار.عادت المطربة الموهوبة التي أثبتت أن الغناء في رءوس وقلوب وليس بفن حناجر وأفواه فحسب، عادت وغنت لأغنى وأغنى وأغنى.. وأورى الخلايق فنى، كما غنت المغنى حياة الروح يسمعها العليل تشفيه.. وتداوى كبد مجروح احتار الأطباء فيه) .

 

سر عودة أم كلثوم إلى الشاشات السعودية بعد غياب 3 عقود
الا ان فرحة ام كلثوم بالعودة لم تكتمل فقد اكتشفت فجأة عدم وجود شقيقها خالد بين المستقبلين لها ولما سألت عنه استمعت الى صوت البكاء ففهمت أن شقيقها قد رحل فأجهشت فى البكاء وهى مازالت واقفة بالميناء ، ثم ردت على أسئلة الصحفيين قائلة : لم يبلغنى أحد بوفاة خالد اخى ولكنى احسست بانقباضة فى أحد الأيام ، ورأيت أخى فى المنام وقد أطلق عليه الرصاص ، وظللت مكتئبة حتى عدت غلى بلادى ، ولو ان احد ابلغنى انه مريض لقطعت رحلة العلاج وعدت لكى اقف بجانبه هو شقيقى ورفيقى فى رحلة البداية لكن الاعمار بيد الله .


الجريدة الرسمية