رئيس التحرير
عصام كامل

شيء من التبريد يفيد !

حسنا فعل رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي. خاطب الناس بالمنطق والأرقام فأطفأ حرائق كثيرة بالصدور . حرارة الغضب كانت عالية . السخونة تسبق الغليان . حين تصبح رؤوس الجميع ساخنة وجب الانتباه. القلب يغلى. قد يفور .


نعم معظم الرؤوس ساخنة في اللحظة الراهنة. لا نقولها بثا للقلق، ولا طلبا للإزعاج، بل نقولها تحسبا. لما قد يحدث، وهو أمر لا نتحمله، ولا نريده، ونعلم أن الدولة المصرية قادرة على نزع الأسلاك الساخنة وإشاعة أجواء من الترضية العامة. وفي الوقت المناسب جاءت إجراءات الحكومة التى أعلنها مدبولي أمس لتهدئ الخواطر .

إعلام القمامة.. نهش الأعراض
لم يحدث أن كانت الناس غاضبة بمثل هذا القدر حتى وقت التحول من الاقتصاد المدعوم دعما قاتلا لموازنة الدولة، أصابها بالكساح وربما الشلل لعشرات السنين.
تحمل الناس الأعباء الباهظة ماديا ونفسيا واجتماعيا في سنوات الإصلاح الأربعة. كاد الناس يتنفسون بعض النسائم الطيبة عقب الإصلاح من زيادات في الأجور والمعاشات والموافقة على صرف المتأخرات لأصحاب المعاشات الذين يعانون رغم ذلك معاناة عاصرة..

 

لأن المعاش بضع فواتير للماء والكهرباء والغاز والأدوية ! جاءت كورونا وعطلت عطاء الحكومة.. وهي في ذلك معذورة، بسبب ضخ المليارات لمواجهة الوباء القاتل الذي أصاب اقتصاد مصر بالعطب، والتعطل، وحرم الموازنة من دخل للسياحة وغيرها، ولم تكن مصر إستثناء، فالعالم كله أصابة الشلل الاقتصادى والنفسي .


ومع تراجع أعداد الإصابات في مصر، والوفيات أيضا بحمد الله، تنفس المصريون الصعداء وأخذوا يمارسون حياتهم بلا كمامة رغم استمرار وجود الفيروس .
نزعوا الكمامات رغم الخطر، لكن كمامة أخرى بقيت تطبق علي صدور قطاع عريض من الجماهير، ممن باتوا غير قادرين علي التصالح في مخالفات البناء.

 

كثيرون دبروا ثمن الشقة بطلوع الروح طلوعا محققا، وإذا كانت هناك مخالفات فليحاسب عليها مهندس الحى ورئيس الحى ومصادرة أموال الرشاوى . منظر الهدم عمال على بطال وقود غضب تصريح رئيس الحكومة أنه لا يهدم بيت مأهول قط وضع حدا للوشايات والتحريضات وبث السموم لتكدير الرأي العام.

 

دراسة الموقف حسب الأحياء والمدن والموقع، وبيان الحالة الاجتماعية، جعل القرار الحكومي ملائما، لأنه سيضع في اعتباره مواءامات كثيرة. المهم أيضا تنفيذ المحافظين قرارت الحكومة بالرحمة والتفهم والتأكد من قطع يد الفساد في عمليات التقدير والانتقاء.

غليان شرقي المتوسط
وقد اعترفت الحكومة أمس بأن الحكومات السابقة من عام ١٩٨٠ إلتزمت الصمت السلبي وغضت الطرف للظروف العامة وقتها، لكن سكوت الحكومات لسنوات لا يعفيها من المسئولية. مراجعة الموقف إذن وطمأنة الناس، ومراعاة الحالة المالية، وتيسير الاجراءات البنكية لتمويل ضريبة التصالح نزلت جميعا بمثابة ماء بارد ينزل علي الصدور الحانقة فيرطبها ويعيد ابتسامة القبول.


هناك أيضا حالة احتقان بسبب لجوء الدكتور محمد معيط وزير المالية إلى الاستهداف المستمر لجيوب المواطنين لتعويض النقص في الايرادات العامة . ليس معقولا أن 75٪؜من ايرادات الدولة هي ضرائب. وحسنا فعلت وزارة الداخلية أن استجابت لصرخات المواطنين فأنزلت رسوم ترخيص القيادة إلى ٩٠٠جنيه بدلا من ١٨٠٠،. ورسوم الكشف الطبي، باطنة ونظر، إلى ٢٨٥ جنيها بدلا من ٩٣٥جنيها. مثل هذه الاجراءات تنزع الغل، وتجعل المواطن مطمئنا إلى حسن وسرعة إستجابة المسئولين للآلام العامة.


يعلم الناس عن تجربة وخبرة مدى إنسانية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحنانه، واهتمامه وحبه للناس وحرصه علي اسعادهم، وما غضبته بشأن مخالفات البناء الإ غضبة رجل على رأس المسئولية، يريد وقف الفوضى والعشوائية ونحن معه في ذلك ونؤيده.

 

لن يعطى الناس للمتربصين فرصة لتكدير علاقتهم بالحكومة، فالثقة فيها وفي الرئيس كبيرة، لكن علي الحكومة أيضا أن تعلم أن المواطن ينوء بالحمل وهو فرد، وهي تنوء بالحمل وهي دولة. من يتحمل أكثر؟ كلانا نتحمل، فلسنا طرفين، بل طرف واحد في حلم التنمية. فقط شئ من الرحمة.. ينزل بردا وسلاما علي الجميع .

الجريدة الرسمية