رئيس التحرير
عصام كامل

زى النهاردة.. إقالة علي ماهر من الوزارة بعد 44 يوما من تكليفه

علي ماهر باشا مع
علي ماهر باشا مع محمد نجيب


كان الأديب الصحفى إحسان عبد القدوس أول صحفى ـــ حسب كتاباته وأقواله ـــ يهرع إلى كوبرى القبة لكى يلتقى بالثوار بعد قيام ثورة يوليو 1952، ليشارك فى الحوار الدائر حول اختيار المعبر السياسى الذى ستعبر عليه مصر.


توصل أعضاء الثورة إلى قرار باختيار على ماهر باشا ليرأس أول حكومة بعد الثورة الوليدة.

 

طلب مجلس قيادة الثورة من إحسان عبد القدوس أن يصطحب كلا من أنور السادات وكمال الدين حسين الى منزل على ماهر ـــ رئيس الوزراء المقترح ـــــ لإبلاغه بالقرار وتكليفه بتشكيل الوزارة؛ ذلك لأن إحسان عُرِف بالموضوعية فى الكتابة والثورة على الفساد ونظرا ايضا لمعرفته التامة بعلي ماهر.


يقول إحسان: كنا فى بداية الأسبوع الأخير من يوليو 52، وقبل أن ينتصف النهار وكانت الحرارة لا تطاق، ذهبنا إلى بيت على ماهر.. وكان لقاء لن ينساه التاريخ باعتباره أحد المواقف الحرجة والحاسمة التى اجتازتها الثورة، فقد أبلغ السادات على ماهر بتكليفه بالوزارة.


رد على ماهر بارتباك شديد: طبعا أنا مستعد لتحمل المسئولية الوطنية لكن بشرط، وكان أغرب شرط يمكن أن يتقدم به سياسى عهدت إليه الثورة برئاسة أول حكومة لها، وكان شرطه أن يوافق الملك على ذلك.


وأضاف إحسان: إن على ماهر كان وما زال واحدا من عهد الظلام القديم الذى هبت الثورة للخلاص منه، وكان من المستحيل أن يصبر السادات على هذه المسرحية فثار السادات ودق بيده على ترابيزة حجرة النوم الصغيرة، ورد بعنف: احنا فى ثورة.. فاهم يعنى ايه ثورة؟!

 

في ذكرى رحيله الـ 55.. لقطات من حياة مصطفى النحاس باشا رئيس حزب الوفد الأسبق


قبل ماهر الوزارة التى ستحمل بين يديها مطالب شعب ثائر الى الملك، ولكن هل ظن ماهر بتردده ان الثورة كانت مجرد طفرة ستنتهى وتهدأ بعد حين، وتتحول مع الوقت الى فقاعة صابون فى الهواء، وهو السياسى المثقف الذى عمل من قبل رئيسا للديوان الملكى، واعتقل سنوات الحرب العالمية الثانية ثم رئيسا للحكومة أكثر من مرة لكن التأكيد أنه كان يعلم بالثورة منذ أول لحظة.. وكان يعلم بتكليفه بالوزارة أنه هو الذى سيحمل لفاروق إنذار التخلى عن العرش بعد أن كان أول من علمه كيف يجلس على العرش عام 1936.


وبالفعل انتهى الموقف بعد قبوله الوزارة التى لم تستمر أكثر من 44 يوما فى مثل هذا اليوم 7 سبتمبر 1952، بعد أن أبلغ بنفسه الملك السابق بإنذار تنازله عن العرش لينتهى حكم أسرة محمد على لمصر.

الجريدة الرسمية