رئيس التحرير
عصام كامل

بنات الحاج مرسى الجزار بميت راجل.. بعد وفاة شقيقهم: "كان لازم نعوض بابا" | صور

هبة داخل محل الجزارة
هبة داخل محل الجزارة

علي بعد أمتار من شارع ترعة الجبل بمنطقة الحلمية تلمح بعينيك مشهدا تتصور في الوهلة الأولى أنه سينمائي بطلته فتاتان "هدي وهبة" واقفتان بجوار والدهما في محل جزارة ممسكتان بالساطور الأمر الذي يجعل عينيك تلتفت إليهم لا اراديا كما لا تستطيع أن تختلف مع أحد علي كفاءتهن بالعمل في مجال الجزارة من ذبح الأضاحي وتشفية اللحوم وغيرها من الأعمال التي تحتاج إلى قوة بدنية عالية.

 




رصدت فيتو قصة عمل بنات الحاج مرسي بالجزارة وما السبب الذي دفعهن لهذه المهنة الشاقة.


منذ أكثر من ١١ عاما، توفي شقيقهم الوحيد أحمد في حادث سير وكان يمتلك من المهارة والحكمة ما جعله في سن الـ ١٦ سنة يدير محل جزارة والده والمسؤول الأول عن الحسابات والإيرادت ورواتب العمال، فوقع خبر وفاته علي الحاج مرسي وقوع الصاعقهة حتي أنه أخذ فترة ليست بالقصيرة ليعود لعمله مره أخري بدون نجله الوحيد.

 



مر أكثر من شهرين بدون وجود "أحمد" سند الحاج مرسي، تعرض خلالهما لخسائر فادحة وتعددت وقائع السرقات المتكررة من بعض العمال لتقرر الفتاتان "هدي، وهبة" استكمال مسيرة شقيقهم والحفاظ علي تجارة والدهم والخروج من عباءة الفتيات المدللات لعباءة الرجال.

 

 


 


لم يكن الأمر باليسر والسهولة التي تبدو علي وجه الفتيات في الوقت الحالي، إلا أنه بالصبر وتدريب الحاج مرسي لهن المستمر بشكل يومي تفوقن علي شقيقهم أحمد الذي توفاه الله.


عبرت هدي لفيتو عن أول شهور تعلمت فيها مهنة الجزارة قائلة "كانت الناس بتيجي تتصور معانا ويبصوا علينا منبهرين إزاي بنات في السن ده ماسكين ساطور وبيعلقوا لحمة"، أما هدي فقالت "الزباين ما كنتش بتصدق أننا نقدر نقطع لهم طلبهم ونحضرة إلا لما يشوفونا بعينهم بعد كده بقوا يطلبونا بالاسم".

 

 



مر أكثر من ١٠ سنوات علي أحترافهن للجزارة، تعلمن فيها الصبر والقوة حيث قالت هبة لفيتو "شخصيتي أتغيرت ١٨٠ درجة أتعلمت المسئولية وأن ما أتكسفش.. أطالب بحقي وأن أفهم طبيعه اللي قدامي سواء زبون أو في الحياة"، وقالت هدي "أنا أهم حاجه أتعلمتها هي الصبر والتحمل".

 

 



وعن تأثر مستقبلهم الزواجي بعملهن بمجال الجزارة قالوا لفيتو "بالعكس ما أتأثرش والدليل خطوبة هبة وبنقعد مع عرسان كتيرة بيقولولنا أنهم فخورين بينا وأننا بميت راجل وأننا نعتبر سند ليهم ".


الجريدة الرسمية