رئيس التحرير
عصام كامل

سكرتير نقابة الإعلاميين: لا يوجد ما يسمى بالخطاب الإعلامى.. وإنما رسالة يجب أن تواكب وتراعى ظروف الدولة المصرية | حوار

محجوب سعده سكرتير
محجوب سعده سكرتير عام نقابة الإعلاميين

 

الإعلام بأكمله على مستوى العالم يتناول ٣٣ فكرة ولكن تختلف طريقة التقديم والعرض 

 

التليفزيون الرسمي يقدم إعلاما معتدلا وإذا كان يمر ببعض التراجع فهذا أمر طبيعي يحدث في كل المجالات المختلفة 

 

القنوات الخاصة تميزت لاجتهادها ولأنها أنفقت على الرساله الإعلامية 

 

من يديرون الإعلام الخاص غالبيتهم من أبناء ماسبيرو .. والإعلاميون المصريون هم من يديرون الميديا في المنطقة العربية 

في أغسطس عام 1959 أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرارا ببدء بناء مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون على أن يتم الانتهاء منه في 21 يوليو 1960 ليواكب الاحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو، مبنى ماسبيرو الضخم الذي يقع على مساحة 12 ألف متر مربع أصبح منذ هذا الوقت منبرا للإعلام في مصر والوطن العربي، ولكن مع التقدم التكنولوجي الكبير لم يستطع المواكبة وبدأت العقبات والتحديات تعوق من مسيرته.


المديونيات وقلة الإمكانيات وتسابق القنوات الخاصة أصبحوا عبئا ثقيلا على ماسبيرو، هذا ما تطرق إليه محجوب سعده سكرتير عام نقابة الإعلاميين في الحوار التالي لـ "فيتو":
 

*حدثنا عن واقع وحاضر التليفزيون المصري والتحديات التي يواجهها؟


التليفزيون المصري على مدار الستين عاما منذ بداية إنشائه وحتى الآن سيظل له الريادة، وكونه يمر بأزمات فهذا أمر طبيعي لأي كيان، ولكن الحراك الذي يحدث الآن متمثلا فى الكيانات التي تم تشكيلها المتمثلة في المجلس الأعلي والهيئة الوطنية للإعلام ونقابة الإعلاميين هذا أمر غير مسبوق، وهذا يواكب الإعلام المتطور.

 

وبما أنني كنت من أعضاء المجلس الوطني للتشريعات الإعلامية فكانت هناك قوانين تواكب كل القوانين الإعلامية المتطورة والحديثة تحت اسم قوانين تنظيم الإعلام، لأن الإعلام المقروء والمسموع والمرئي وأضيف عليهم درعهم الرابع وهو السوشيال ميديا بكل مشتملاتها ومسمياتها المختلفة كلهم إعلام واحد ، فالإعلام المصري حتى إذا كان يمر بأزمة ولكن ما تقوم به الدولة من تطوير وأداء وسن قوانين كل هذا يدل أن الإعلام يقع في بؤرة اهتمام الدولة والقيادة السياسية.


*كيف يستعيد ماسبيرو دوره الريادي في ظل تنافسية القنوات الخاصة؟


نحن الآن نعيش عصر السماوات المفتوحة ، وهناك عدد كبير من القنوات الخاصة والرسمية بالإضافة إلى القنوات الخارجية من خلال الأقمار الصناعية فالإعلام في العموم هو منتج وكل منتج يجب أن يناسب ثقافة وظروف مجتمعه بل والحالة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، وأعتقد أنه لم يفقد ريادته ولكننا نحتاج أن نطور شكل الرسالة الإعلامية والمحتوى والسياسة التحريرية فكل روافد الإعلام تصب في صالح المشاهد والمتلقي، ولكننا نحتاج تحديد الهدف من الرسائل الإعلامية هل هي رسالة تثقيفية في المجال الديني أو في المجال الاقتصادي أو في المجال الخدمي.

*ما سبل تجديد الخطاب الإعلامي؟


لدى تحفظ على مصطلح الخطاب الإعلامي، نحن نعلم أن الرسالة الإعلامية مجموعة من الشروط، والإعلامي هو اتصالي ما بين المرسل وهو الضيف والمتلقي وهو المشاهد، وهذا الأمر يتعلق بالسياسة التحريرية، ولكني اعتقد أكثر في المتخصصين الأكفاء في كل المجالات المختلفة، فالإعلام بأكمله على مستوى العالم يتناول ٣٣ فكرة، أي إن كل الأفكار واحدة في مصر بل وكل دول العالم، ولكن تختلف طريقة التقديم والعرض.

 

فلا يوجد ما يسمي بالخطاب الإعلامي، فالخطاب هو أن أوجه سياستي التحريرية ورسالتي الإعلامية كرسالة تنويرية وتثقفية لأن تكون أكثر إيجابية تتماشي وتواكب وتراعى ظروف الدولة المصرية وما تمر به ، وأن أطور من الأداء ومن السياسة التحريرية، واهتم بشكل كبير بضيوف العمل الإعلامي، ومن يقدمون الموضوعات وكل هذه الثقافات حتى تكون أكثر تخصصا وما دون ذلك سيظل هناك ثوابت في الرسالة إلاعلامية.

*يرى الكثيرون أن التليفزيون المصري خارج الدائرة التنافسية مع الإعلام الخاص.. كيف تفسر ذلك؟


لا.. فكما ذكرت سابقا أن الإعلام الخاص والرسمي هو إعلام وطني ومن يجتهد ويقدم إعلاما هادفا وبناء سيكون هو الأفضل وفي النهاية كل هذا يصب في صالح المشاهد، ولكننا لا نصل إلى هذا الحد أي الخروج من الدائرة التنافسية فالتليفزيون الرسمي يقدم إعلاما معتدلا ورسائل إعلامية معتدلة.

 

وإذا كان يمر ببعض التراجع فهذا أمر طبيعي يحدث في كل المجالات المختلفة، وإذا كان هناك قنوات خاصة تميزت فهذا يرجع لاجتهادها، ولأنها أنفقت على الرساله الإعلامية لأنها مكلفة بشكل كبير، فمن يملك التمويل الجيد يمكنه أن يقدم رسالة أكثر نجاحا.

*نقص الإمكانيات وغياب الرؤي سبب تدهور ماسبيرو.. هل تتفق مع هذا الكلام ؟


اتفق.. بالفعل هناك نقص إمكانيات لكن ليس هناك غياب رؤية.. فالأشخاص الذين يديرون الإعلام الخاص غالبيتهم من أبناء ماسبيرو ومن يديرون الميديا في المنطقة العربية غالبيتهم إعلاميون مصريون فلا يوجد غياب رؤية، ولكن يوجد نقص إمكانيات متمثل في ضعف الأجهزة والديكورات ومكونات العملية الإنتاجية، وبالتأكيد هذا يؤثر بشكل كبير لأن الإعلام صناعة ويحتاج لأموال ضخمة، فاليوم أصبح مبني ماسبيرو مديونا بنحو ٣٢ مليار جنيه فكيف يكون هناك سيولة لكي ينفق على العملية الإنتاجية ويكلف برامج بالتأكيد هذا معوق كبير جدا.

*هل الدولة استبدلت إعلامها الرسمى ببدائل أخرى كما ذكر الشاعر فاروق جويدة؟


بالتأكيد لا.. فهناك إعلامها الرسمي وأيضا الخاص، وقد اعتدنا أن هناك قنوات تغلق نتيجة أنها غير قادرة على الاستمرار بسبب التمويل وبسبب الأموال وهناك قنوات أخري تنشأ وتستحدث ونحن في عصر السماوات المفتوحة الأفضل هو الذي سيستمر وينطلق ويجب أن نوفر له كل الدعم، ومن وجهة نظري لا يوجد إعلام بديل وكله يصب في صالح المشاهد والدولة المصرية.

*هل مديونيات ماسبيرو سبب في توقفه عن مواكبة التطور الإعلامي أم غياب الرقابة؟


السببان معا.. لأن المديونيات سبب رئيسي وعائق، لأنها وصلت إلى نحو ٣٢ مليار وهذا يؤثر كثيرا، فأنت ستعمل لكي تحقق أرباحا وتحقق مكاسب وقادر على العمل وتصنع إعلاما جديدا ومختلفا لكن ما ستحققه ستدفعة للمديونيات، وأيضا غياب الرقابة مؤثر بشكل كبير على جودة الإعلام داخل ماسبيرو.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية