رئيس التحرير
عصام كامل

مكرم محمد أحمد

يرقد الآن فى الرعاية المركزة بمستشفى المعادى العسكرى شيخ الصحفيين أستاذنا الكبير مكرم محمد أحمد بعد أن أصيب بجلطة فى المخ.. ندعو أن ينعم الله عليه بالشفاء الكامل والعاجل.. فهو يمثل صفحة مهمة جدا من تاريخ صحافتنا المصرية.


صفحة ناصعة مشرفة.. فقد ظل طوال سنوات عمره المهـنى الطويل والمديد والمشرف يدافع بقوة وجسارة عن هذه المهنة الجليلة.. مهنة البحث عن الحقيقة، التى لا يقدر للأسف أهميتها البعض.. ويدافع عن الصحفيين ويحافظ لهم عن كرامتهم واستقلالهم ويحمى من يتعرض لمتاعب أو يتعرض للاعتقال وإلقاء القبض عليه، ويسهم فى رعاية من يصيبه مرض.

ويدافع أيضا عن كيان الدولة المصرية ويتصدى لدعاة التطرف وممارسة العنف والإرهاب، ويسهم فى عملية تنوير المجتمع ونشر القيم الإيجابية.. قيم الخير والحق والجمال والتسامح.

 

اقرأ أيضا:

أردوغان صنيعة الأمريكان!

 
لقد عرفته عن قرب منذ زمن طويل وعملت تحت رئاسته عدة سنوات وأعرف الكثير والكثير من المواقف الطيبة له تجاه الصحافة والصحفيين.. وسجله المهنى والنقابي حافل جدا بهذه المواقف الجسورة والشجاعة والتى بدأت مبكرا برفضه إلقاء القبض على عدد من صحفيي دار الهلال حينما كان يرأسها، في بداية حكم السادات..

رغم أن ذلك كان يمكن أن يكلفه خسارة منصبه، واستمرت وتزايدت بعدها هذه المواقف بقوة حتى صار بشخصه يوفر مظلة حماية للزملاء الصحفيين، الذين يتعرضون للتحرش الحكومى من أى مسئول، لدرجة أنه أصر على اعتذار وزير داخلية أسبق لزميلة صحفية فى مجلة المصور وكان له ما أراد، فأنهى مقاطعة المصور لهذا الوزير .


وأنا شخصيا حينما لجأت إليه فى الثمانينيات من القرن الماضى أشكو مماطلة إحدى المؤسسات الصحفية فى طبع كتابى (اختراق) الذى كان يفضح ألاعيب أهل توظيف الأموال ويصدر عن دار نشر خاصة، عرض على فورا أن تتولى دار الهلال طباعته.

 

اقرأ أيضا:

الكلمة نور

 
وما فعله معى فعله دوما مع كل الزملاء الذين لجأوا إليه يطلبون دعمه أو الذين لم يلجأوا إليه وعرف إنهم يحتاجون لدعم، حفاظا على استقلال الصحافة.. فعل ذلك وغيره وهو فى مقعد نقيب الصحفيين، وفعله أكثر وهو ليس نقيبا لهم.

وهكذا فرض مكرم محمد أحمد نفسه على تاريخ الصحافة المصرية بقوة، ليس فقط لأنه يعد أفضل صحفى فى جيله، وإنما لأنه ظل طوال عمره المهنى المديد يدافع بقوة عن المهنية ويحافظ على مصداقية الصحافة ولا يبخل بمساعدة مهنية على أى زميل صغير فى مقتبل عمره الصحفى، لذلك حظي باحترام واسع وتقدير كبير حتى من الذين خالفوه أحيانا فى الرأي.


نتضرع إلى الله أن يمن الله عليه بالشفاء الكامل، ونرجو منه أن يكتب لنا بعد الشفاء بإذن الله عن المعارك التى خاضها كصحفي مميز جدا، وهو لديه الكثير والمثير ليكتبه منذ حرب اليمن وحتى مواجهة الإخوان.      

الجريدة الرسمية