رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم الشرع فى التدخين؟

الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة المفتى السابق للديار

انتشرت موضة التدخين بين الكبار والصغار بالرغم من ضرره على الصحة وقد افتى البعض بحرمته ،ويسأل القارئ هل التدخين حلال أم حرام؟ ويجيب فضيلة الدكتور على جمعة المفتى السابق للديار المصرية فيقول:  

 

التدخين و مايعرف بتعاطى نبات التبغ بالاحراق وجذب الدخان الناتج عن اشعاله ، والتبغ لفظ اجنبى دخل اللغة العربية وأقره مجمع اللغة العربية وهو من اصل امريكى ولم يعرفه العرب قديما لكنه ظهر اوائل القرن 11 الهجرى وقد جلبه الانجليز الى ارض العثمانيين ، وجلبه الى بلاد المغرب يهودى زعم انه حكيم ووصل بعد ذلك مصر والهند والخليج العربى وبلاد الاسلام .

 

والحكم فى التدخين ناتج عن الضرر، فإن تحقق الضرر الذى تمنعه الشريعة الاسلامية فيحرم بذلك وإن لم يتحقق كره أو أبيح ، وكان ذلك سبب اختلاف العلماء فيه قديما حيث ان الطب مازال يكشف لنا كل جديد ، ويخبرنا بأضرار التدخين يوما بعد يوم ، وما وصل اليه الطب الحديث فى عصرنا ان التدخين ضار جدا بالصحة الانسانية وانه يحتوى على مادة مضرة .

 

فعن عبادة بن الصامت أن من قضاء النبى صلى الل عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار"وبنيت علي قواعد فقهية كلية وفرعية منها "الضرر يزال"ومنها "دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة".

 

وعن أم سلمة رضى الله عنها "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر" اخرجه احمد وابو داوود .. وبناء عليه يعلم ان الشرع حرم الضرر البالغ ،والتدخين يصيب الانسان بالضرر البالغ كما أقر الاطباء ويحرم الشرع كل مادة مفترة والتبغ وكل النبات الذى يدخن يفتر اعصاب الانسان ، كما حرم الشرع اضاعة المال والانفاق فيما لا يفيد بل فيما ضرر فقد صح عن النبى انه قال :إن الله كره لكم قيل وقال واضاعة المال وكثرة السؤال " لذلك فالتدخين عادة سيئة محرمة شرعا . 

 

اقرا ايضا: 

حكم الشرع فى قضاء الصلوات الفائتة

 

وكان الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الازهر قد افتى فى الثمانينات بحرمة التدخين وقال :

 

ان شرب الدخان وان اختلفت انواعه وطرق استعماله يلحق بالانسان ضررا بالغا ان آجلا أو عاجلا فى نفسه وماله ويصيبه بكثير من الامراض ، وبالتالى فإن تعاطيه ممنوعا بمقتضى ذلك فلا يجوز للمسلم استعماله باى وجه من الوجوه حرصا على اجتناب الاضرار والابقاء على كيان الاسرة والمجتمع بإنفاق المال فيما يفيد وينشئ مجتمعا سليما معافيا فالمؤمن القوى خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف .

الجريدة الرسمية