رئيس التحرير
عصام كامل

"الهلالي": الخوف من كورونا يبيح إفطار رمضان.. والنبي صلى التراويح في بيته

الدكتور سعد الدين
الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر

قال الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: إن أزمة كورونا ستكون فارقة في قضية تجديد الخطاب الديني، لافتًا إلى أن إقامة الحياة بأمنها الغذائي والروحي يكون أولًا، والتدين فرع عن هذا الأمن.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحكاية"، المذاع على قناة "إم بي سي مصر"، تقديم عمرو أديب، أن زمام الأمر ليس بيد أصحاب الفتاوى، وإنما أولي الأمر من حكام والقيادات، لذلك يجب اتباع قرار الحكومة الذي تراه مناسبًا للشعب.

 

وأوضح، أن الحكومات لم تمنع الصلوات ولكنها منعت التجمعات التي تؤدي إلى انتشار عدوى فيروس كورونا، لافتًا إلى أن السعودية أخذت قرارًا طوعًا ولا كرهًا بإغلاق الحرمين الشريفين لمنع انتشار العدوى، وهذا قرار حضاري.

 

وزير الأوقاف يكشف مصير صلاة التراويح خلال رمضان  

 

وفيما يتعلق بقضية صيام شهر رمضان، علَّق "الهلالي": "الصيام قرار فردي بين العبد وربه وليس له علاقة باتخاذ قرار مؤسسي أو فرض الفتوى على الاَخرين"، لافتًا إلى أنه يجب العودة إلى الرشد الديني في جعل الأمر متروكًا للفرد في تحديد ما إذا كان يريد أن يصوم أو يمتنع عن الصيام.

وأكد: أن قرار الصيام متروك لكل شخص في أن يتخذ ما يراه مناسبًا، موضحًا أنه في حالة الخوف من كورونا يمكن للمسلم أن يفطر وليس الأمر متروكًا للطبيب.

وتابع: "الخوف من نشفان الريق بسبب كورونا يبيح الإفطار.. لو خايف أن صيامي يشكل خطرا على حياتي أفطر"، مؤكدًا أن صحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان.

وأوضح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه، لذلك قرار الصيام متروك لقدرة المسلم في ظل انتشار وباء فيروس كورونا.

وأكد أن هناك رأيًا فقهيًا يشير أنه في حال الشك في حدوث خطر على المسلم فيمكنه الإفطار ويمكنه تعويض الأيام التي أفطرها في رمضان لاحقًا.

وأضاف، أن هناك رأيًا فقهيًا آخر يشير إلى ضرورة التيقن من التعرض لخطر نتيجة صيام رمضان في ظل الأوبئة وليس الشك.

وتابع: "لو أنا شكاك وخايف من كورونا إزازة الميه هتكون جانبي علطول، ولو أنا شخص جسور ومش خايف حتى لو ريقي ناشف فيقول أنا نفسي أموت صايم"، موضحًا أنه يجب على رب كل أسرة أن ينظر لمصلحة الأسرة في ظل الوضع الحالي سواء في اختيار قرار صيام رمضان أو الإفطار.

وأكمل: "لا بد من الوعي وتحميل الإنسان مسئوليته في قرار الإفطار أو الصيام بعيدًا عن فرض قرار الوصاية"، لافتًا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسن إقامة صلاة التراويح في المسجد، وفي اَخر أيام النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها منفردًا في بيته، وكذلك فعل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ذلك. 

وأضاف، أنه لا أحد يعلم عدد ركعات صلاة التراويج للنبي صلي الله عليه وسلم، معقبًا: "الصلاة تنقية وتطهير للعلاقة بين العبد وربه، ويجب الإكثار من الصلاة في المنزل".  

الجريدة الرسمية