رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ما نية الصيام في رمضان وهل باللفظ أم بالقلب؟

الشيخ متولى الشعراوى
الشيخ متولى الشعراوى
النية هي ركن من أركان الصيام. ومطلوب من المسلم عقد النية على الصيام بمجرد ثبوت الرؤية ، فهل النية بالكلام أم أن محلها القلب ، وهل هى ليلة رمضان ام كل يوم وهل هى عند السحور ام فى النهار؟


ويجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول :

يتميز الصوم عن بقية الأركان بأنه لله اما الاركان الاخرى فهى للمؤمن يقول الله فى الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزئ به".. لأن الصوم هو العبادة التى لا يتقرب بها البشر لبشر ، فلا يعقل ان تقول لعبد مثلك أنا سأصوم لك هذا الشهر لانك بذلك تجبره على مراقبتك طوال الوقت وبالتالى تكون قد اتعبته ، ولكن الله الذى يراقب العبد فى كل تحركاته يمكن ان يتقرب اليه بالصوم .

قال تعالى فى سورة البقرة 185 "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ .." .

الأمر العبادي يجب أن يعايشه الإنسان فكل عمل وإن صادف طاعة بلا نية العبادة لله هو عمل هابط نازل مخافة أن تنشأ الطاعات في النفس على إلف العادة ويحرم الإنسان شرف العبادة شاء الله أن يجعل ركنا من اركان الاسلام يحرم فيه ما أحله فى بقية العام .

فكأن العادة جرت ان تأكل وتشرب وتأتى امرأتك فى النهار فجاء الحق ليحرمك من شئ مع انه حلال فى ذلك الزمان .. لماذا؟ ليستديم لك شرف الشعور بعبودية التكليف لانه لو تركك على ما حرم كل وقت يخاف ان تسيطر عليك العادة فتحرمك لذة الشعور بالعبادة .

 اى ان رمضان عبادة صعدت ، ومعنى صعدت انه فى غير رمضان امور حلت دائما فيميز رمضان انه شمل الامور التى حلت والامور التى حرمت فى غيره وزاد شيئا آخر فذلك تصعيد العبودية عند المؤمن، فأصفى ما يكون المؤمن عبودية لله فى منهجه هو شهر رمضان ، والذى يصعد العبادة الى هذا الشكل وينفى عند الانسان إلف العادة ويكون قد أخذه أخذا ليضعه وضعا عباديا ونورانيا لذلك اختار الله ذلك الزمان الذى اعد فيه الانسان ذلك الاعداد الصفائى لدوام شرف العبادة وليس إلف العادة واختاره لقمة صفاء آخر هو حين ينزل فيه منهجه الى الناس اجمعين . 

انك لو نظرت الى الصوم الذى شرعه الله فى رمضان شرعا الزاميا لم يمنع ان تتطوع الى الله بصيام فى سواه وذلك لكى يفتح باب الطموح العبادى اليه ويريد للايمان ان يعلو ويتسامى فى نفس البشر. 
Advertisements
الجريدة الرسمية