رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رافعا شعار "رمضان يجمعنا".. حكاية مسيحي مع روحانيات الشهر الكريم بأسيوط | فيديو وصور

فيتو
تحت شعار "رمضان يجمعنا".. يعيش الشاب عيسى الذي زين وشم الصليب يديه، وسط روحانيات رمضان، ينتظر هذا الشهر سنويا بفارغ الصبر ليمارس مهنته المفضلة في بيع الفوانيس، مؤمنا بأن شعائر رمضان ليس مرتبطة بالمسلمين فقط، أو تخصهم وحدهم، بل هي أجواء يعيشها المصريين معا.






ورغم  أن عيسي برامبل، عمله الأصلي التجارة، إلا أن شهر رمضان الكريم له مذاق خاص بالنسبة له، فيسارع قبل اقتراب حلول الشهر الفضيل بإقامة شادر لبيع فوانيس رمضان بحي غرب أسيوط ليشارك اخوانه المسلمين فرحتهم بهذا الشهر الكريم رافعا شعار " التسامح والمحبة" للرد على دعاوى الفرقة والأفكار المتطرفة التي يتبناها متعصبو كل ديانة.


وتعد محافظة أسيوط الأولى على مستوى الجمهورية التي يقطن بها نسبة كبيرة من الأقباط حيث تضم المحافظة عدد من القرى يتخطى نسبة الأقباط فيها 90 % مثل قرية كومبوها بديروط وأخرى كاملة العدد من الاقباط مثل قرية العزية بمنفلوط بينما يعيش أكثر من ثلث سكان عاصمتها بالمدينة من الأقباط.



وتتجسد المواطنة بأسيوط في أبهى صورها فهناك مشاركة فعلية بين الأقباط والمسلمين خاصة في المناسبات الدينية والأعياد وخير مثال على ذلك المشاركة في شهر رمضان المعظم فبين هؤلاء من يتشارك في صناعة زينة رمضان وآخرين في إعداد الاطعمة للفقراء وإفطار الصائمين .


سر التحول من التجارة لبيع الفوانيس
وتحول عيسى من التجارة إلى بيع فوانيس رمضان له أسراره وأسبابه:" أعمل في بيع فوانيس رمضان منذ 20 عاما وكنت في البداية أعمل مع أصدقائي المسلمين ولدى تجار الفوانيس المشهورين بأسيوط، لكن مؤخرا انفردت بالبيع بمفردي فأنا أعمل بالتجارة عموما بعيدا عن فوانيس رمضان".


ولم تكن أشكال وأنواع الفوانيس وما يصاحبها من تطورات متلاحقة سنويا غريبة على الشاب عيسى:" اعرف جميع أنواع الفوانيس والأسعار والمكونات والصناعة المصرية والصيني والتركي والسوري وأعرف جيدا ميول الكبار والصغار في الفوانيس وكل ما هو جديد في هذا المجال واعشق العمل فيها واحرص على اقتناء بعض أنواعها".




فيروس كورونا وأسعار الفوانيس  ورغم أن جائحة كورونا أثرت بشكل مباشر على حركة الشراء والبيع، إلا أن فوانيس رمضان تعد من روحانيات الشهر الكريم التي يحرص المصريين عليها سنويا حيث يقول عيسى:" فيروس كورونا أثر بالفعل على  أسعار الفوانيس هذا العام وبالرغم من ذلك هناك تزايد في الإقبال كلما اقتربنا من قدوم الشهر الكريم خاصة أن الفانوس الرمضاني عادة شعبية مصرية يحرص على اقتناءها مسلميين ومسيحيين".


ويرى عيسى أن عادات شهر رمضان في مصر لاتسطيع ان تفرق فيها مابين مسيحي ومسلم:" هناك مسيحيون يشترون منا الفانوس وزينة رمضان كل عام وهناك منهم من يشاركون في زينة الشوارع وأمام المنازل بالفوانيس استعدادا للشهر العظيم".

تشكيلات جديد للفوانيس 
 وتطرق الشاب المسيحي لأسعار وأنواع فوانيس رمضان ومستلزمات الزينة الرمضانية:" هناك أنواع جديدة غزت السوق وأسعارها في متناول الجميع ومنها الشغل الخيامي وتنوع في تشكيلاته حيث يوجد فانوس على شكل مسحراتي وصانع الكنافة وعربة الفول والمدافع وهناك الفانوس الصاج الأطول عمرا.. وتبدأ أسعاره من ٢٠ حتى ٣٠٠ جنيه للكبير الذي يوضع أمام المحال التجارية وأمام بوابات العمارات وفي النوادي والكافيهات وهناك الفانوس الفورفوجيه ويطلبه الشباب كهدايا ويمثل تراث مصري خالص".



تاريخ الفانوس الرمضاني 
 الجدير ذكره أن الفانوس الرمضاني، أشهر وأبرز عادة شعبية مصرية أصيلة توارثتها الأجيال عبر العصور منذ مئات السنين، لاستقبال شهر رمضان المعظم، استخدمه المسلمون في صدر الإسلام في الإضاءة ليلاً والذهاب إلى المساجد، إلا أنه تحول كهدية أساسية في الشهر الكريم ليس فقط للأطفال بل للكبار أيضًا، وفي البيوت والشوارع والمحال التجارية وأمام المساجد، كما يقدمها العشاق هدايا لبعضهما.


و«الفانوس» كلمة إغريقية تشير إلى إحدى وسائل الإضاءة، وسرد لنا التاريخ، العديد من القصص عن الفانوس، منها خروج الخليفة الفاطمي لاستطلاع هلال رمضان، حيث كان الأطفال ينيرون طريقه بالفوانيس.

Advertisements
الجريدة الرسمية